الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: معجم مقاييس اللغة ***
(عشق) العين والشين والقاف أصلٌ صحيح يدلُّ على تجاوُزِ حدِّ المحبَّة. تقول: عَشِق يَعْشَق عِشْقاً وعَشَقاً. قال رؤبة: * ولم يُضِعْها بين فِرْكٍ وعَشَقْ * ويقال: امرأةٌ عاشق أيضاً، حملوه على قولهم: رجلٌ بادنٌ وأمراةٌ بادنٌ. وزعم ناسٌ أنَّ العَشَقَة اللّبْلابة، قالوا: ومنها اشتُقَّ اسم العاشق لذيولـه وهو كلامٌ. (عشك) العين والشين والكاف. ليس فيه معنىً يصحُّ، وربُّما قالوا يَعْشِك ويَحْشِك، أي يفرِّق ويجمع. وليس بشيء. (عشم) العين والشين والميم أصلٌ يدلُّ على يُبْسٍ في شَيء وقُحول. من ذلك الخُبْز العاشم: الذي يَبِس. ويقولون للشيخ: عَشَمَة. ومن *غير ذلك القياس العَيْشُوم، وهو نبتٌ. قال: * كما تناوَحَ يَومَ الرِّيحِ عَيشومُ * (عشو) العين والشين والحرف المعتل أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على ظلامٍ وقِلّةِ وُضوحٍ في الشيء، ثم يفرَّع منه ما يقاربُه. من ذلك العِشاء، وهو أوّل ظلامِ اللّيل. وعَشواءُ اللّيل: ظُلمتُه. ومنه عَشَوْتُ إلى ناره. ولا يكون ذلك إلاّ أن تَخْبِط إليه الظَّلام. قال الحطيئة: متى تأتِهِ تعشُو إلى ضوءِ ناره *** تجدّ خير نارٍ عندها خيرُ مُوقِدِ والعاشية: كلُّ شيءٍ يعشُو باللَّيل إلى ضوءِ نار. والتَّعاشي: التَّجاهُل في الأمر. قال: تَعُدُّ التَّعاشِيَ في دينها *** هُدىً، لا تُقُبِّلَ قُربانُها والعَشِيُّ: آخر النَّهار. فإذا قلت عَشِيَّة فهو ليومٍ واحد. تقول: لقيتُه عِشيَّةَ يومِ كذا، ولقيتُه عشيَّةً من العشيَّات. وهذا الذي حُكي عن الخَليل فهو مذهبٌ، والأصحُّ عندنا أن يقال في العَشِيّ مثلُ ما يقال في العَشِيَّة. يقال: لقيته عَشِيَّ يومِ كذا، كما يقال عَشِيَّة يوم كذا، إذ العشيُّ إنّما هو آخِر النَّهار. وقد قيل: كلُّ ما كان بعد الزَّوال فهو عَشِيّ. وتصغر العَشِيَّة عُشيْشِيَة. والعَشاء ممدود مهموز بفتح العين، هو الطَّعام الذي يُؤكَل مِن آخِر النَّهار وأوَّل اللّيل. قال الخليل: والعَشَا، مقصور: مصدر الأعشى، والمرأة عَشْواء، ورجال عُشْوٌ، وهو الذي لا يُبصِر باللّيل وهو بالنَّهار بصير. يقال عَشَى يَعْشِي عَشىً. قال الأعشَى: أأن رأَتْ رجُلاً أضرَّ به *** ريبُ الزَّمان ودهرٌ خائنٌ خَبلُ والعَشْواء من النُّوق: التي كأنَّها لا تُبصِر ما أمامَها فتخبِطُ كلَّ شيء بيديها. قالوا: وإنَّما يكون ذلك من حِدَّة قلبِها. قال زُهير: رأيتُ المنايا خَبْطَ عشواءَ من تُصِبْ *** تمِتْه ومن تُخْطِئْ يُعَمَّرْ فيَهْرمِ وتقول: إنَّهم لفي عَشْواءَ من أمرِهم. شبَّه زهيرٌ المنايا بناقةٍ تخبط ما يستقبلُهما فتَقتُل. (عشب) العين والشين والباء أصلٌ واحد صحيح يدلُّ على يُبْسٍ في شيءٍ وقُحول وما أشبه ذلك. من ذلك العُشْب، قالوا: هو سَرَعان الكَلأ في الرَّبيع، ثُمَّ يهيج ولا بقاءَ له. وأرضٌ عَشِبَةٌ: مُعْشِبة، وأعْشبَتْ إذا كثُر عُشْبُها. وأعْشَب الرَّجُل: أصابَ العُشْب. قال أبو النَّجم: * يقُلْنَ للرّائدِ أعْشَبْتَ انزلِ * وممّا حُمِل على هذا أنْ يشبَّه الشَّيخُ القاحلُ به، فيقال رجل عَشَبٌ وامرأةٌ عَشَبة. وقد يقال ذلك في النوق. [و] يقال: أعشَبَ فلانٌ فلاناً، إذا وَهَب له ناقة عَشَبةً. (عشر) العين والشين والراء أصلانِ صحيحان: أحدهما في عددٍ معلوم ثم يحمل عليه غيرُه، والآخَر يدلُّ على مداخَلةٍ ومُخالَطة. فالأوّل العَشَرة، والعَشْر في المؤنّث. وتقول: عَشرْتُ القومَ أعْشِرُهم، إذا صرت عاشِرَهم. وكنت عاشِرَ عَشرة، أي كانوا تسعةً فتمُّوا بي عَشرةَ رجال. وعَشَرت القوم، إذا أخذتَ عُشْرَ أموالهم. ويقال أيضاً: عَشَّرتُهم أُعَشِّرهم تَعْشِيراً. وبه سمِّي العَشَّار عَشَّاراً. والعُشْر: جزءٌ من الأجزاء العشرة، وهو العَشِير والمِعْشار. فأمَّا العِشْر فيقال: هو وِرْدُ الإبل يومَ العاشر. وإبلٌ عواشِرُ: وَرَدت الماء عِشْراً. ويجمع ويثنى فيقال عِشْران وعِشرُون، فكلُّ عِشْرٍ من ذلك تسعة أيّام. وقال ذو الرّمة: أقمتُ لها أعناقَ هِيمٍ كأنّها *** قطاً نَشَّ عَنْها ذو جلاميد خامسُ يعني بالخامس: القَطا التي وردت الماءَ خِمْساً. قال الخليل: تقول: جاء القومُ عُشَارَ عُشارَ، ومَعْشرَ مَعْشرَ، أي عَشَرة عشَرة، كما تقول: جاؤوا أُحادَ أحاد، وَمَثْنَى مثنى. ولم يذكر الخليل مَوْحَدَ مَوْحد، وهو صحيحٌ. فأمَّا تعشير الحِمار فلَسنا نقول فيه إلاّ الذي قالوه، وهو في قياسنا صحيحٌ إن كان حَقّاً ما يقال. قال الخليل: المُعَشِّر: الحِمار الشّديد النهيق. قال: ويقال نُعِت بذلك لأنّه لا يكفُّ حتّى تبلغ [عَشْر] نَهَقاتٍ وترجيعات. قال: لعمري لئن عَشَّرتُ من خَشْية* الرَّدَى *** نُهاقَ الحمارِ إنَّني لَجَزُوعُ قال: وناقةٌ عُشَراء، وهي التي أَقْرَبَتْ، سمِّيت عُشَراء لتمام عشرة أشهر لحملها. يقال: عشَّرتِ النّاقةُ تُعشِّر تعشيراً، وهي عُشَراء حَتَّى تلِد، والعدد العُشَرَاوات، والجمع عِشَار. ويقال: بل يقع اسمُ العِشَار على النُّوق التي نُتِج بعضُها وبعضها قد أَقْرَبَ يُنْتَظَرُ نِتاجُها. وقال: يا عامِ إنّ لقاحَها وعِشارَها *** أودَى بها شَخْتُ الجُزَارة مُعْلَِمُ وقال الفرزدق: كم عمّةٍ لك يا جريرُ وخالةٍ *** فَدْعاءَ قد حلبَتْ عليَّ عِشارِي وقال: وليس للعِشار لبنٌ، وإنما سمَّاها عِشاراً لأنها حديثة العهد، وهي مطافيلُ قد وضعت أولادَها. والعِشْر: القِطعة تنكسر من القَدَح أو البُرْمة ونحوها. وقال: * كما يضمُّ المِشْعَب الأعشارا * هذا قد حُكي. فأمّا الخليل فقد حكى وقال: لا يكادون يُفرِدُون العِشر. وذكر أنَّ قولهم قدُورٌ أعْشار وأعاشير، إنّما معناه أنّها مكسّرة على عَشْر قِطَع، وقال امرؤُ القيس: وما ذَرَفَتْ عيناكِ إلا لتَضْرِبي *** بسهمَيْكِ في أعشارِ قَلبٍ مقتَّلِ
وذكر الخليل أيضاً أنّه يُقال لجَفْن السَّيف إذا كان مكسَّراً أعشار. وأنشد: وقد يَقطعُ السَّيفُ اليماني وجفنُه *** شَبارِيقُ أعشارٌ عُثِمْنَ على كَسْرِ قال: والعُشَاريُّ: ما بلغ طولُه عَشْرَ أذرُع. وعاشوراء: اليومُ العاشر من المحرَّم. فأمَّا الأصل الآخَر الدَّالُّ على المخالطة والمداخَلة فالعِشْرة والمعاشَرة. وعَشِيرُك: الذي يعاشرُك. قال: ولم أسمع للعَشِير جمعاً، لا يكادون يقولون هم عُشَراؤك، وإذا جمعوا قالوا: هم مُعاشِرُوك. قال: وإنّما سمِّيت عَشِيرة الرّجُل لمعاشرةِ بعضهم بعضاً، حتَّى الزّوجُ عشيرُ امرأتِه. وجاء في الحديث في ذكر النساء: "إنّكن تُكْثِرْن اللَّعْن وتكْفُرْن العَشِير ". ويقال عاشَره مُعاشرةً جميلة. وقال زهير: لعمرُكَ والخطوبُ مغيِّراتٌ *** وفي طول المعاشرة التقالي قال: والمَعْشَر: كلُّ جماعة أمرُهم واحد، نحو معشر المسلمين، والإنس معشرٌ والجنُّ مَعشر، والجمع مَعاشِر. والعُشَر: نَبْت. (عشز) العين والشين والزاء كلمتانِ صحيحتان، إحداهما عند الخليل وليست الأخرى عنده. فالأولى العَشَوْزَن من المواضع: ما صلُب مَسْلكه وخشن، والجمع العَشاوِز. قال الشمَّاخ: * حوامي الكُراع المؤْيَداتُ العَشاوزُ * وقال قومٌ: هو العَشْوَز أو العَشَوَّز، أنا أشُكُّ. وإنَّما سمِّيت القناة عشَوْزنةً لصلابتها، والنون زائدة. والكلمة الأخرى: عَشَزَ عَشَزاناً، وهي مِشية الأقزَل، ذكرها أبو عبيد. (عشط) العين والشين والطاء.
(عصف) العين والصاد والفاء أصلٌ واحد صحيح يدلُّ على خِفّةٍ وسرعة. فالأوَّل من ذلك العَصْف: ما على الحبِّ من قُشور التّبن. والعَصْف: ما على ساق الزَّرع من الوَرَق الذي يَبس فتفتَّت، كل ذلك من العَصْف. قال الله سبحانه:{فَجَعَلَهُم كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ} [الفيل 5]، قال بعضُ المفسِّرين: العصف: كلُّ زرعٍ أُكِل حَبُّه وبقي تبنُه. وكان ابنُ الأعرابي يقول: العَصْف: ورقُ كلِّ نابت. ويقال: عَصَفْتُ الزَّرْعَ، إذا جَزَزْتَ أطرافَه وأكلتَه، كالبقل. ويقال: مكانٌ مُعْصِف، أي كثير العَصْف. قال: إذا جُمادَى مَنَعَتْ قَطْرَها *** زانَ جَنابِي عَطَنٌ مُعْصِفُ ويقال للعَصْف: العَصِيفة والعُصافة. قال الفرّاء: إذا أخذْتَ العصيفةَ عن الزَّرع فقد اعتُصِف. والريح العاصف: الشَّديدة. قال الله تعالى: {جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ} [يونس 22]. هذا الذي ذكره الخليل، ومعنى الكلام أنَّها تستخِفُّ الأشياءَ فتذهبُ بها تَعصِف بها. ويقال أيضاً: مُعْصِف ومُعْصِفة. قال العجَّاج: * والمُعْصِفاتِ لا يَزَلْنَ هُدَّجا * وقال بعض أهلِ العلم: ريح عاصفةٌ نعتٌ مبنيٌّ* على فَعَلَتْ عَصَفتْ. وريح عاصفٌ: ذات عُصُوف، لا يُراد به فَعَلَت، وخرجَتْ مخرجَ لابنٍ وتامِر. ومن قياس الباب: النَّاقة العَصُوف: التي تَعصِف براكبها فتمضي كأنّها ريحٌ في السُّرعة. ويقال أعصفَتْ أيضاً. والحَرب تَعْصِف بالقوم: تذهبُ بهم. قال الأعشَى: في فيلقٍ جأوَاءَ ملمومةٍ *** تَعْصِفُ بالدَّارع والحاسرِ ونعامةٌ عَصوفٌ: سريعة. وقد قلنا إنَّ العَصْف: الخِفَّة والسُّرعة. ومن الباب: عَصَف واعتصف، إذا كسب. وذاك أنّه يخفُّ في اكتداحِه. قال: * من غير [ما] عَصْفٍ ولا اصطراف * وهو ذو عَصْفٍ، أي حيلة. (عصل) العين والصاد واللام أصلٌ واحدٌ صحيح يدلُّ على اعوجاج في الشيء، مع شدَّةٍ وكَزَازة. قال أهل اللُّغة: العَصل: اعوجاجُ الناب مع شِدّته. قال: * على شَنَاحٍ نابُه لم يَعْصَلِ * والأعصل من الرِّجال: الذي عصِلَت ساقُه وذِراعُه، أي اعوجَّتا اعوجاجاً شديداً. والشّجرة العَصِلة: العَوجاء التي لا يُقدَر على إقامتها. وسهمٌ أعصلُ: معوجّ. قال لبيد: فرميت القوم رِشقاً صائباً *** ليس بالعُصْل ولا بالمفتَعَل وقال في الشَّجر: وقَبيلٌ من عُقيلٍ صادقٌ *** كلُيوثٍ بين غابٍ وعَصَلْ أراد بالعُصْل في البيت الأوّل السِّهامَ المعوجّة. يقول: لم تُفْتَعَلْ تلك الساعة عند الحاجة إليها ولكنَّها عملت من قبل. ويقال: عَصَل السَّهمُ وعَصِل، إذا اضطرب حين يُرسَل، لعِوَج فيه أو سوء نزع. وعَصِل الكلبُ، إذا طرد الطَّريدةَ ثم اضطرب والتوى يأساً منها. وشجرةٌ عصلاءُ: طالت واعوجَّت. وتشبّه بها المهزولة. [قال]: ليست بعَصْلاءَ تَذْمِي الكلبَ نَكهتها *** ولا بعنْدَلةٍ يَصْطَكُّ ثدياها والعَصَل: التواءٌ في عسيب الذَّنَب حتى يبرُزَ بعضُ باطنِه الذي لا شَعَْر عليه. وهو فرسٌ أعصل. والأعْصال: الأمعاء، وهو القياس وذلك لالتوائها في طُول. قال: * يرمي به الجَزْعُ إلى أعْصالها * والعَصَل: صلابةٌ في اللَّحم، ومنه أيضاً عَصَّلَ يُعَصِّلُ تَعْصِيلا، إذا أبطأ قال: * فَعَصَّلَ العَمْرِيُّ عَصْلَ الكلبِ * (عصم) العين والصاد والميم أصلٌ واحدٌ صحيحٌ يدلُّ على إمساكٍ ومنْع وملازمة. والمعنى في ذلك كلِّه معنىً واحد. من ذلك العِصْمة: أن يعصم اللهُ تعالى عَبْدَه من سوءٍ يقع فيه. واعتصم العبدُ بالله تعالى، إذا امتنع. واستَعْصَم: التجأ. وتقول العربُ: أعْصَمتُ فلاناً، أي هيّأتُ له شيئاً يعتصم بما نالته يدُه أي يلتجئ ويتمسَّك به. قال النَّابغة: يَظلُّ مِن خوفِه المَلاَّحُ مُعتَصِماً *** بالخيزُرانةِ من خوفٍ ومن رَعَدِ والمُعْصِم من الفرسان: السيِّئ الحال في فُرُوسَتِه، تراه يمْتَسِك بُعرْف فرسِه أو غيرِ ذلك. قال: إذا ما غَدَا لم يُسْقِطِ الرَّوْعُ رُمْحَه *** ولم يَشْهَدِ الهَيجا بألْوَثَ مُعْصِمِ والعِصْمَةُ: كلُّ شيءٍ اعتصَمْتَ به. وعَصَمَهُ الطَّعَامُ: منعه من الجُوع. ومن الباب العَصِيمُ، وهو الصَّدَأُ من الهِناء والبَوْل يَيْبَسُ على فخِذ الناقة. قال: وأَضحى عن مِراسِهِمُ قتيلاً *** بلَبَّتِه سَرائحُ كالعَصيم وأثَر الخِضاب عَصيم، والمُعصَم: الجِلد لم يُنَحَّ وبرُه عنه، بل أُلزِم شعرَه لأنه لا يُنْتَفع به. يقال: أعصَمْنا الإهاب. قال الأصمعي: العُصْم: أثر كلِّ شيء من وَرْس أو زَعْفَرانٍ أو نحوه. قال: وسمعتُ امرأةً من العرب تقول لأخُرى: "أعطِيني عُصْم حِنَّائِكِ" أي ماسَلَتِّ منه. ويقال: بيده عُصْمَة خَلُوقٍ، أي أثره. قلنا: وهذا الذي ذكره الأصمعي من كلام المرأةِ مخالفٌ لقوله إن العُصْم: الأثَر، لأنها لم تَسْأل الأثر. والصحيح في هذا أن يقال العُصْم: الحِنّاء؛ ما لزِم يدَ المختضِبَةِ، وأثرُه بعد ذلك عُصْم، لأنَّه باقٍ ملازم. ومما قِيس على عُصْمِ الحِنَّاء: العُصْمة: البياض يكون برُسْغ ذي القوائم. من ذلك الوَعِلُ الأعصم، وعُصْمَتُه: بياضٌ في رُسغِه، والجمع من الأعصم عُصْم وقال: مَقاديرُ* النُّفوس مؤقَّتات *** تَحُطُّ العُصْمَ من رأس اليَفَاعِ وقال الأعشى: قد يَتْرُكُ الدّهرُ في خُلَقَاءَ راسيةٍ *** وَهْياً ويُنْـزِل منها الأعصمَ الصَّدَعا ويقال: غرابٌ أعْصَم، إذا كان ذلك الموضع منه أبيض، وقلّما يُوجَد. قال ابنُ الأعرابيّ: العُصْمة في الخيل بياضٌ قلَّ أو كثُر، باليدين دون الرجلين فيقولون: هو أعصَمُ اليدين. وكلُّ هذا قياسُه واحد، كأنَّ ذلك الوَضَحَ أثرٌ ملازمٌ لليد كما قلناه في عصم الحنَّاء.ومن الباب العِصْمة: القِلادة، سمِّيت بذلك للزومِها العُنق. قال لبيدٌ فجمعها على أعصام، كأنه أراد جمع عُصْم: حتَّى إذا يَئِس الرُّماةُ وأرسَلُوا *** غُضْفاً دواجنَ قافِلاً أعصامُها ومن الباب: عِصام المحْمِل: شِكاله وقَيْدُه الذي يُشَدُّ به عارضاه. وعصامُ القِربة: عِقالٌ نحو ذراعين، يُجعلُ في خُرْبَتي المزداتين لتلتقيا. وقد أعْصَمْتهما: جعلت لهما عِصاماً. قال تأبَّط شراً: وقِرْبةِ أقوامٍ جعلتُ عصامَها *** على كاهلٍ مِنِّي ذَلولٍ مُرَحَّلِ قال: ولا يكون للدَّلْوِ عِصام. ومن الباب مِعْصم المَرْأة، وهو موضعُ السِّوارَين مِن ساعدَيها. وقال: فاليومَ عندك دَلُّها وحديثُها *** وغَداً لغيرك كَفُّها والمِعصمُ وإنما سمِّي مِعْصماً لإمساكه السِّوار، ثم يكون معصماً ولا سِوار. ويقال: أعصَمَ به وأخْلَدَ، إذا لزِمَه. وعِصامٌ: رجل. والعرب تقول عند الاستخبار: "ما وراءَكَ يا عصام؟"، والأصل قولُ النابغة: * ولكنْ ما وراءَكَ يا عصامُ * ويقولون للسَّائِدِ بنفسه لا بآبائه: * نفسُ عِصامٍ سوَّدَتْ عِصَاما * (عصو/ي) العين والصاد والحرف المعتل أصلانِ صحيحان، إلاَّ أنَّهما متبايِنان يدلُّ أحدهما على التجمُّع، ويدلُّ الآخر على الفُرْقة. فالأوَّل العصا، سمِّيت بذلك لاشتمالِ يدِ مُمْسِكِها عليها، ثم قيس ذلك فقيل للجماعة عَصاً. يقال: العَصَا: جماعةُ الإسلام، فمن خالَفَهم فقد شقَّ عصا المسلمين. وإذا فعل ذلك فقُتِل قيلَ له: هو قتيلُ العَصا، ولا عَقْلَ له ولا قَوَدَ فيه. ويقولون: هذه عَصاً، وعَصَوان، وثلاثُ أعصٍ. والجمع من غير عددٍ عِصِيٌّ وعُصِيّ. ويقيسون على العصا فيقولون: عَصَيْتُ بالسَّيف. وقال جرير: تصِفُ السُّيوفَ وغيركم يَعْصَى بها *** يا ابنَ القُيونِ وذاك فِعْلُ الصَّيْقلِ وقال آخر: وإنّ المشرفيّةَ قد علمتم *** إذا يَعْصَى بها النفَرُ الكرامُ وقال في تثنية العصا: فجاءَتْ بِنَسْجِ العنكبوتِ كأنَّه *** على عَصَوَيْها سابريٌّ مُشَبْرَقُ ومن الباب: عَصَوْت الجُرْح أعْصُوه، أي داوَيْتُه. وهو القياس، لأنّه يتلأّم أي يتجمَّع. وفي أمثالهم: "ألقى فلانٌ عصاه". وذلك إذا انتهى المسافرُ إلى عُشْبٍ وأزمع المقامَ ألقى عصاه. قال: فألقَتْ عصاها واستقرَّ بها النَّوى *** كما قرَّ عيناً بالإيابِ المسافرُ ومن الباب قولُه صلى الله عليه وآله وسلم: "لا تَرْفَع عصاك عن أهلك"، لم يُرِد العصا التي يُضرب بها، ولا أمَر أحداً بذلك، ولكنَّه أراد الأدب. قال أبو عبيد: وأصل العصا الاجتماع والائتلاف. وهذا يصحِّح ما قلْناه في قياس هذا البناء. والأصل الآخَر: العِصيانُ والمَعصية. يقال: عَصَى، وهو عاصٍ، والجمع عُصاة وعَاصون. والعاصي: الفَصِيل إذا عَصَى أُمَّه في اتِّباعها. (عصب) العين والصاد والباء أصلٌ صحيحٌ واحد يدلُّ على رَبْط شيءٍ بشيء، مستطيلاً أو مستديراً. ثم يفرّع ذلك فروعاً، وكلّه راجعٌ إلى قياس واحد. من ذلك العَصَب. قال الخليل: هي أطناب المفاصل التي تُلائِم بينها، وليس بالعَقَب. ويقال: لحمٌ عصِب، أي صلب مكتنِزٌ كثير العصَب. وفلانٌ معصوب الخَلْق، أي شديد اكتنازِ اللَّحم. وهو حَسَن العَصْب، وامرأته حَسَنة* العَصْب. والعَصْب: الطيُّ الشديد. ورجلٌ مَعصوب الخَلْق كأنَّما لُوِيَ لَيَّاً. قال حسان: ذَروا التّخاجِئَ وامْشُوا مِشيةً سُجُحاً *** إنَّ الرِّجالَ ذوو عَصْبٍ وتذكيرِ وإنّما سمِّي العَصِيب من أمعاء الشَّاء لأنَّه معصوبٌ مطويٌّ. فأمّا قولهم للجائع معصوب، فقال قوم: هو الذي تكاد أمعاؤُه تَعْصَب، أي تَيْبَس. وليس هذا بشيء، إنَّما المعصوبُ الذي عَصَب بَطْنَه من الجُوع. ويقال: عَصَّبَهم، إذا جوَّعَهم. قال ابنُ الأعرابيّ: المُعَصَّب: المحتاج، من قولهم عَصَّبَهُ الجوعُ، وليس هو الذي رَبَط حجراً أو غيره. وقال أبو عبيد: المُعَصَّب الذي يتعصَّب من الجوع بالخِرَق. والقولُ ما قاله أبو عبيدٍ، للقياس الذي قِسناه، ولأنَّ قولَه أشهَرُ عند أهل العِلْم: وقال أبو زيد: المُعَصَّب: الذي عَصَّبته السِّنونَ، أي أكلَتْ مالَه، وهذا صحيحٌ، وتلخيصُه أنَّها ذهَبَتْ بمالِهِ فصار بمنزلة الجائع الذي يَلجأ إلى التَّعصُّبِ بالخرق. وقال الخليل: والعَصْب من البُرُود: يُعصَب، أي يُدرَجُ غَزْلُه، ثم يُصبَغ ثمّ يحاك. قال: ولا يُجمَع، إنَّما يقال بُرْدُ عَصْبٍ وبُرودُ عَصْبٍ؛ لأنَّه مضافٌ إلى الفِعل. ومن الباب: العِصابة: الشَّيء يُعْصَب به الرَّأسُ من صُداعٍ. لا يقال إلاَّ عِصابة بالهاء، وما شَدَتَ به غيرَ الرَّأْس فهو عِصابٌ بغير هاء، فَرَقوا بينَهما ليُعرَفا. ويقال: اعْتَصَب بالتَّاج وبالعِمامة. قال الشَّاعر: يَعتصِبُ التَّاجَ بين مَفرِقِه *** على جَبينٍ كأنَّه الذَّهبُ وفلانٌ حَسَنُ العِصْبة، أي الاعتصاب. وعَصَّبْتُ رأسَه بالعصا والسَّيف تعصبياً، وكأنَّه من العِصابة. وكان يقال لسعيد بن العاص بن أُمَيَّة: "ذو العِصابة"، لأنَّه كان إذا اعتمَّ لم يعتمَّ قرشيٌّ إعظاماً له. ويُنشِدون: أبو أحيحة مَن يعتمَّ عِمّتَه *** يُضْرَبْ وإن كان ذا مالٍ وذا عَددِ ومن الباب: العَصَّاب: الغزّال، وهو القياس لأنَّ الخَيط يُعصَب به. قال: * طَيَّ القَسَاميِّ برودَ العَصَّابْ * والشجرة تُعْصَب أغصانُها لينتثِر ورقُها. ومنه قول الحجّاج: "لأعصِبنَّكم عَصْبَ السَّلَمة ". والعِصاب: العصائب التي تعصب الشَّجرة، عن دوجها فيه. قال: مَطاعيم تغدو بالعَبِيطِ جِفانهمْ *** إذا القُرُّ ألْوَت بالعِضاه عصائبه وقال ابن أحمر: يا قوم ما قومِي على نأيِهِمْ *** إذْ عَصَبَ النَّاسَ جَهامٌ وقُرّْ أي جَمَعَهم وضَمَّهم. ويُعْصَب فَخِذ النّاقة لتَدُِرّ. قال: وأخلاقُنا إعطاؤنا وإباؤُنا *** إذا ما أبينا لا ندرُّ لعاصِبِ أي لا نُعطِي على القَسْر. والعَصُوب من الإبل هذه؛ وهي لا تدرّ حتَّى تُعصَب. والعَصْب: أن يشَدَّ أُنثَيا الدَّابّة حتَّى تَسقُطا، وهو معصوبٌ. ويقال: عَصَب الفَمُ، وهو ريقٌ يجتمع على الأسنان من غبارٍ أو شدَّة عَطَش. قال: يَعصِبُ فاه الرِّيقُ أيَّ عَصْبِ *** عَصْبَ الجُبابِ بِشِفاه الوطْبِ ومن الباب: العُصْبة، قال الخليل: هم من الرِّجال عَشرة، ولا يقال لما دونَ ذلك عُصْبة. وإنَّما سمِّيت عُصْبةً لأنَّها قد عُصِبت، أي كأنَّها رُبِط بعضُها ببعض. والعُصْبَة والعِصَابة من النَّاس، والطَّير، والخيل. قال النَّابغة: إذا ما التقى الجمعانِ حَلَّقَ فوقَهم *** عصائبُ طيرٍ تهتدي بعصائبِ واعصوصَبَ القَومُ: صاروا عِصابة. واليوم العَصيب: الشَّديد. واعصَوصَبَ اليومُ: اشتدَّ. ويوم عَصَبْصَبٌ واعْصَوْصَبَتْ: تجمَّعتْ. قال: واعْصَوصَبَتْ بَكَراً من حَرْجَفٍ ولها *** وسْطَ الدِّيار رَذِيَّاتٌ مرازيحُ قال أبو زيد: كلُّ شيءٍ بشيء فقد عَصَب به. يقال: عَصَبَ القومُ بفلان. قال: ومنه سميت العَصَبَةُ، وهم قَرَابة الرَّجُل لأبيه وبني عمِّه، وكذلك كلُّ شيءٍ استدارَ حول شيءٍ واستكفَّ فقد عَصِبَ به. قال ابنُ الأعرابيِّ: عَصَبَ به وعَصَّب، إذا طافَ به ولزِمَه. وأنشد: ألا ترى أنْ قد تدَاكا وِردُ *** وعَصَّبَ الماء طِوالٌ كبْدُ تَدَاكأ: تَدافَع. وعَصَبَ الماء: لزِمه. قال أبو مهديّ: عَصَِبت الإبلُ بالماء تَعصب عُصُوباً، إذا دارَتْ حَولَه وحامت عليه. قال: * قد علمت أنِّي إذا الوِرْدُ عَصَبْ * وما عَصَبت بذلك المكان ولا قَرَِبته. قال الخليل: العَصَبَة هم الذين يَرِثون الرّجُلَ عن كَلالةٍ من غير والدٍ ولا ولد. فأمَّا الفرائض فكلُّ مَن لم تكن فريضتُه مسمَّاةً فهو عَصَبَة، إنْ بَقِيَ بعد الفرائض شيءٌ أخذوه. قال الخليل: ومنه اشتُقَّ العَصَبِيّة. قال ابن السِّكِّيت: ذاك رجلٌ من عَصَب القوم، أي من خيارهم. وهو قياسُ الباب لأنَّه تُعصب بهم الأمور. (عصر) العين والصاد والراء أصولٌ ثلاثة صحيحة: فالأوَّل دهرٌ وحين، والثاني ضَغْط شيء حتَّى يتحلَّب، والثالث تَعَلُّقٌ بشيءٍ وامتساكٌ به. فالأوَّل العَصْر، وهو الدَّهر. قال الله: {وَالعَصْرِ. إنَّ الإنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} [العصر 1- 2]. وربَّما قالوا عُصُر. قال امرؤ القيس: ألا أنْعِمْ صباحاً أيُّها الطَّلَلُ البالي *** وهل يَنْعِمَنْ مَن كان في العُصُر الخالي قال الخليل: والعَصْران: اللَّيل والنهار. قال: ولَنْ يلبث العَصْرانِ يومٌ وليلة *** إذا اختلفا أن يُدرِكا ما تَيَمَّما قالوا: وبه سمِّيت صَلاةُ العصر، لأنَّها تُعْصَر، أي تؤخَّر عن الظُّهر. والغداة والعشيُّ يسمَّيان العصرين. قال: * المطعمو النّاسِ اختلافَ العَصْرَيْن * ابن الأعرابيّ: أعْصَر القومُ وأقْصَرُوا، من العَصْر والقَصْر. ويقال: عَصّروا واحتبسوا إلى العصر. وروي حديث أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لرجلٍ: "حافِظْ على العَصْرَين". قال الرَّجل: وما كانت من لغتنا، فقلت: وما العصران؟ قال: "صلاةٌ قبلَ طُلوع الشَّمس، وصلاةٌ قبل غروبها"، يريد صلاة الصُّبح وصلاة العصر. فأمّا الجارية المُعصِر فقد قاسه ناسٌ هذا القياس، وليس الذي قالوه فيه ببعيد. قال الخليل وغيره: الجارية إذا رأت في نفسها زيادةَ الشَّباب فقد أعْصَرَتْ، وهي مُعْصِرٌ بلغت عَصْرَ شبابِها وإدراكها. قال أبو ليلى: إذا بلغت الجاريةُ وقَرُبت من حَيْضها فهي مُعْصِر. وأنشد: جاريةٌ بسَفَوان دارُها *** قد أعصَرَتْ أو قَدْ دنا إعصارُها قال قومٌ: سمِّيت معصراً لأنَّها تغيَّرَت عن عَصْرها. وقال آخرونَ فيه غير هذا، وقد ذكرناه في موضعه. والأصل الثَّاني العُصارة: ما تحَلَّبَ من شيءٍ تَعصِره. قال: * عصارة الخُبز الذي تَحَلَّبا * وهو العصير. وقال في العُصَارة: العودُ يُعصَر ماؤُه *** ولكلِّ عِيدانٍ عُصَارهْ وقال ابن السِّكِّيت: تقول العربُ: "لا أفعله مادامَ الزيتُ يُعْصَر". قال أوس: * فلا بُرْء من ضَبَّاءَ والزيتُ يُعْصَر * والعرب تجعل العُصارة والمُعْتَصَر مثلاً للخير والعطاء، إنه لكريم العُصارة وكريم المعتصر. وعَصَرت العنب، إذا وَلِيتَه بنَفْسك. واعتصرته، إذا عُصِر لك خَاصّةً. والمِعْصار: شيء كالمِخْلاة يُجعل فيه العِنَبُ ويُعصَر. ومن الباب: المُعْصِرات: سحائبُ تجيءُ بمطَر. قال الله سبحانه:{وَأَنْزَلْنَا مِنَ المُعْصِراتِ مَاءً ثَجّاجاً} [النبأ 14]. وأُعْصِرَ القومُ، إذا أتاهم المطر. وقرئت: {فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفيهِ يُعْصَرُون} [يوسف 49]، أي يأتيهم المطر. وذلك مشتقٌّ من عَصْر العنب وغيره. فأمَّا الرِّياح وتسميتُهم إيَّاها المُعْصِرات فليس يبعُد أنْ يُحمَل على هذا الباب من جهة المجاورَة، لأنَّها لمّا أثارت السَّحابَ المعصرات سمِّيت معصِرات وإعصاراً. قال في المُعصِرات: وكأنَّ سُهْكَ المُعْصِرات كَسَوْنها *** تُرْبَ الفَدَافِدِ والبقاعِ بِمُنْخُلِ والإعصار: الغبار الذي يسطع مستديراً*؛ والجمع الأعاصير. قال: وبينما المرءُ في الأحياءِ مغتبطاً *** إذ صار في الرَّمْسِ تَعفوه الأعاصيرُ ويقال في غُبار العَجاجة أيضاً: إعصار. قال الله تعالى: {فأَصَابَها إعصارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ} [البقرة 266]. ويقال: مرَّ فلانٌ ولثيابهِ عَصَرَةٌ، أي فَوْحُ طِيبٍ وهَيْجُه. وهو مأخوذ من الإعصار. وفي الحديث: "مرَّت امرأة متطيِّبة لذَيْلها عَصَرَة". ومن الباب العَصْر والاعتصار. قال الخليل: الاعتصار: أن يَخْرُج من إنسانٍ مالٌ بغُرْمٍ أو بوجه من الوُجوه. قال ابنُ الأعرابيّ: يقال: بنو فلانٍ يعتصرون العطاء. قال الأصمعي: المعْتَصِر: الذي يأخذ من الشَّيء يُصيب منه. قال ابن أحمر: وإنَّما العَيشُ برُبَّانِهِ *** وأنت من أفنانِهِ مُعْتَصِرْ
ويقال للغَلّة عُصارة. وفسِّر قولُه تعالى: {وفيه يَعْصِرُون} [يوسف 49]، قال: يستغلُّون بأرَضيهِم. وهذا من القياس، لأنَّه شيءٌ كأنّه اعْتُصر كما يُعتَصر العِنَبُ وغيرُه. قال الخليل: العَصْر: العطاء. قال طرَفة: لو كان في أملاكنا أحدٌ *** يَعصِرُ فينا كالذي تَعْصِرُ أي تُعطِي. والأصل الثالث: العَصَر: الملجأ، يقال اعتَصَر بالمكان، إذا التجأ إليه. قال أبو دُواد: مِسَحٍّ لا يواري العَيـ *** ـرَ منه عَصَرُ اللَّهْبِ ويقال: ليس لك من هذا الأمر عُصْرة، على فُعلة، وعَصَر على تقدير [فَعَلٍ، أي ] ملجأ. وقال في العُصْرَة: * ولقد كان عُصْرةَ المنجودِ * ويقال في قول القائل: أعْشَى رأيتَ الرُّمْحَ أو هو مبصرٌ *** لأستاهكمْ إذ تطرحون المَعَاصِرا إنّ المعاصر: العمائم. وقالوا: هي ثيابٌ سُود. والصحيح من ذلك أنَّ المعاصر الدّروع، مأخوذ من العَصْر، لأنّه يُعْصَرُ بها. والله أعلم.
(عضل) العين والضاد واللام أصلٌ واحد صحيح يدلُّ على شِدّةٍ والتواءٍ في الأمر. من ذلك العَضَل، قال الأصمعيّ: كلُّ لحمةٍ صُلْبَةٍ في عَصَبَةٍ فهي عَضَلة. يقال: عَضِل الرّجلُ يَعْضَل عَضَلاً. ومن الباب: هو عُضْلَةٌ من العُضَل، أي مُنكَر داهية. وهو من القياس، كأنَّه وصف بالشِّدَّة. والعضل من الرِّجال: القويّ. ومن الباب: الدّاءُ العُضَال، الأمر المُعْضِل، وهو الشَّديد الذي يُعيِي إصلاحُه وتدارُكُه. ويقال منه أعْضَلَ. ويقال إنَّ ذا الإصبع تزوَّجَ امرأةً، فأتى قومَه يسألهمْ مَهرَها فلم يُعطُوه فقال: واحدةٌ أعْضَلَكم أمرُها *** فكيف لو دُرْتُ على أرْبَعِ يقول: عَجَزتم عن مَهْرِ واحدةٍ فكيف لو تزوَّجتُ بأربع. يقال: أعضلَه الأمرُ وأعْضَلَ به. وقال عمر: "أعْضَلَ بي أهلُ الكوفة ما يرضَوْن بأمير، ولا يَرضاهم أمير"، أي أعياني أمرُهم. والمُعْضِلات: الشدائد. ويقال: عضّلتُ عليه، أي ضيَّقتُ في أمره. وعَضَلْتُ المرأةَ عَضْلاً، وعَضَّلْتُها تعضيلاً، إذا منعتها من التزوُّج ظُلماً. قال الله تعالى: {فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ} [البقرة 232]، أي تحبِسُوهنّ. ويقال عَضَّلَتِ المرأة، إذا نَشِب الولدُ في رَحِمِها فلم يَسْهُل مَخرجُه. وشاةٌ معضِّلة وغنم مَعَاضيل. [و] عضّلت الأرضُ بأهلها، أي غصَّت بهم وضاقت لكثرتهم. قال أوس: ترى الأرضَ منّا بالفَضاءِ مريضةً *** مُعضِّلة مِنَّا بجمعٍ عَرَمْرَمِ ويقال سنة عِضْل: عسيرة. قال: * فيا للنَّاس للسَّنة العِضْلِ * قال الفرّاء: ما يأتِينا خيرُ فلانٍ إلاّ مُعْضِلاً، أي في التواءٍ ونكَد. وعَضَل: قبيلةٌ، وهو من هذا. (عضم) العين والضاد والميم قد ذكرت فيه كلماتٌ عن الخليلِ وغيره وأراها غلطاً من الرُّواة عنه. فأمَّا الخليل فأعلى رتبةً من أنْ يصحِّح مثلَ هذا. قال: العَضْم: مَقْبِض القَوْس. وأنشدوا: * رُبَّ عَضْمٍ رأيتُ في جوف ضَهْرِ * قالوا: والضَّهْر: موضعٌ في الجَبَل، وهذا كله كلام. والعضام: عَسيب البعير. والعضمُ: خشبةٌ ذاتُ أصابعَ يُذْرَى بها الطّعام*. وعَضْمُ الفدّان: لوحُه العريض. والعَيْضُوم، قالوا: الأكول. وذكرنا هذا كله تعريفاً أنَّه لا أصلَ له، ولولا ذاك ما كان لذِكره وجه. (عضو) العين والضاد والحرف المعتل أصلٌ واحدٌ يدلُّ على تجزئةِ الشَّيء. من ذلك العِضْو والعُضْو. والتَّعضية: أن يُعَضِّيَ الذّبيحة أعضاء. والعِضَةُ: القِطعة من الشيء، تقول: عَضّيْتُ الشيء أي وزَّعته. قال رؤبة: * وليس دينُ الله بالمُعَضّى * أي بالمفرَّق. قال الخليل: وقوله تعالى: {الَّذِينَ جَعَلُوا القُرْآنَ عِضِينَ} [الحجر 91]، أي عِضَة عِضة، ففرَّقوه، آمنوا ببعضه وكَفَرُوا ببعضه. والاسم منه التَّعضية. ومنه الحديث: "لا تَعْضِيَةَ في ميراث" أي لا تَقسِموا ما [لا] يحتمل القَسْم كالسَّيف والدّرَّة وما أشبَهَ ذلك. (عضب) العين والضاد والباء أصلٌ صحيحٌ واحدٌ يدلُّ على قَطْعٍ أو كسر. قال الخليل: العَضْب: السَّيف القاطع. والعَضْب: القطعُ نَفْسُه. تقول عَضَبه يَعْضِبه، أي قطعه. ومنه رَجُلٌ عضْب اللِّسان، وقد عَضُبَ لسانُه عُضُوبَاً وعَضُوبةً. وهذا إنما هو تشبيهٌ بالسَّيف العَضْب. قال ابنُ دُريد: "عَضَبتُ الرجل بلساني، إذا [تناولتَه به]، شتمتَه، ورجلٌ عَضَّابٌ، إذا كان شَتّاماً ". وعَضَبَني الوَعْك أي نَهَكَني. ومن الباب: الشَّاة العَضْباء: المكسورة القَرْن. ويقال إنَّ العَضَبَ يكون في أحد القَرنين. وذكر ابنُ الأعرابي أن العَضَب في الأُذن: أن يذهب نِصفُها أو ثلثها، وفي القرن، إذا ذهب من مُشَاشِهِ شيء. وحُكِي: رجلُ أَعْضَبُ، أي قصير اليد. ويقال إنَّ الأعضب من الرِّجال: الذي لا إخوةَ له ولا ناصِرَ ولا أحد له. (عضر) العين والضاد والراء لا أصلَ لـه في كلام العرب، وإنْ ذُكر فيه شيءٌ فغير صحيح. (عضد) العين والضاد والدال أصلٌ صحيح يدلُّ على عضوٍ من الأعضاء؛ يُستعار في موضع القوّة والمُعين. فالعضد: ما بين المِرْفق إلى الكتف، يقال عَضُدَ وعَضْدَ، وهما عَضُْدان، والجمع أعضاد. وهي مؤنَّثة. ويقال: فلانٌ عضُدِي، لمكان القُوّة التي في العَضُد. ورجلٌ عضديٌّ وعُِضَاديّ. قال الخليل: والعَضْد: المعونة، يقال: عضَدْتُ فلاناً، أي أعنْتُه. قال الله تعالى: {وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ المُضِلِّينَ عَضُداً} [الكهف 51]. قال ابنُ الأعرابيّ: عضُد الرجل: قَومُه وعشيرته، ولذلك يقال: يَفُتُّ في عَضُده. وقال أعرابيٌّ لرجلٍ استعانَه فلم يُعِنه: "أنت والله العَضد الثَّلْماء"، نسبهُ إلى الضَّعف، وإذا قَصُرَت العضُد أو دَقَّت فهي عضِدَة. وأمَّا العَضَد يفتح الضاد [فهو] داءٌ يأخذُ في العضُد. قال النابغة: شَكَّ الفريصَةَ بالمِدْرَى فأَنْفَذَها *** شَكَّ المبيطِر إِذْ يَشْفِي من العَضَدِ قال بعضُهم: لا يكونُ العَضَد إلاّ في الإبل خاصَّة. وناقَةٌ عضِدَةٌ، اشتكَتْ عضُدَها. وإبلٌ مُعَضَّدة: موسومة في أعضادها. ويقال للدُّمْلُج: المِعْضَد والمِعْضَاد، لأنّه في العَضُد يُمْسَك. ويقال لـه العِضَاد أيضاً. ويقال ذلك للذي يُشَدّ على الَعضُد للنفقة. قال الخليل: وأعضاد كلِّ شيءٍ: ما يُشَدُّ حوالَيْه من البِناء، وذلك كأعضاد الحوض، وهي صفائح من حجارةٍ يُنْصَبْنَ حول شفيرهِ، الواحد عَضُد. قال لبيد: راسخُ الدِّمْنِ على أعضادِهِ *** ثَلَمَتْهُ كلُّ ريحٍ وسَبَلْ وعَضُد الرَّحْلِ: خشبتانِ لَزِيقتَانِ بالواسطة. وعِضادة الباب: مِسَاكاهُ اللذان يُطبَق البابُ عليهما. والعَضِيد: النَّخْلة تنَاوَلُ ثمرَها بيدك. وممكنٌ أن يسمَّى بذلك لأجل أنَّ العَضُد تُطَاوِلُها فتنالُها. والرَّجُلُ العُضاديُّ: الممتلئ العَضدين لحماً. قال: وأعجبَهَا ذُو شَمْلةٍ وهِرَاوَةٍ *** غلامٌ عُضَاديٌّ سمينُ البآدلِ قال: والعاضد: الذي يلزم جانبَ الإبل، ولابدَّ لها من عاضدين؛ لأن السّوَّاق خلْفَها والعاضِدَين من جانبَيها. وأنشد ابنُ الأعرابيّ: يا ليت لي بصاحِبيَّ صاحبا *** إذا مَشَى لم يَعْضُد الرَّكائبا أي لم يأتِها من قِبَل أعضادها. والعاضد: السَّهمُ يأخذ ناحيةً من الغَرَضِ لا يصيبُه. وعَضَد الرَّجلُ عن الطَّريقِ: مالَ. قال ابن السِّكِّيت: العاضد من الجِمال الذي يَعضُد النّاقةَ فيتنوَّخُها. قال: صَوَّى لها ذا كُدنةٍ جُلاعِدَا *** طَوْعَ السِّنانِ ذراعاً وعاضِدا والأصل الآخَر القَطْع. قال الخليل: العَضْد: قَطْع الشّجرةِ بالمِعْضَد، وهو سيفٌ ممتهَنٌ في قَطْع الشَّجَر. والعاضد: القاطع. وفي الحديث في مدينة الرسول: "لا يُعْضَدُ شَجرُها". وقال في المِعْضد: حسامٍ إذا ما قمتُ منتصراً به *** كفَى العَوْدَ منه البَدءُ ليس بمِعْضَدِ قال ابنُ الأعرابيّ: سيف مِعْضَدٌ ومِعْضادٌ وَعَضَّادٌ، أي قاطع. يقال عَضّدت الشجرة، واسم ما يقطع منها العَضيد والعَضَد. قال الهذليّ: الطَّعْنُ شَغشغةٌ والضَّربُ هيقعةٌ *** ضَرْبَ المعوِّل تحتَ الدِّيمة العَضَدا ومما شذَّ عن هذين الأصلين: الثَّوب المُعَضَّد، وهو المخطّط قال: * ولا ذَوَات الرَّبْط والمُعَضَّدِ *
(عطف) العين والطاء والفاء أصلٌ واحدٌ صحيح يدلُّ على انثناء وعِياجٍ. يقال: عَطَفْتُ الشّيء، إذا أمَلْتَه. وانعَطَف، إذا انعاج. ومصدر عطف العُطُوف. وتعطّفَ بالرَّحمة تعطُّفاً. وعَطَف الله تعالى فلاناً على فلانٍ عَطْفاً. والرَّجُل يَعْطِف الوِسادةَ: يثنيها، عطفاً، إذا ارتفَقَ بها. قال لبيد: ومَجُودٍ من صُبابات الكَرَى *** عاطِفِ النُّمرُقِ صَدْقِ المُبْتَذَلْ ويقال للجانبَين العِطفانِ، سمِّيا بذلك لأنَّ الإنسان يَميل عليهما. ألاَ ترى أنَّهم يقولون: ثنَىعِطْفَه، إذا أعْرضَ عنك وجَفَاك. ويقال: رجلٌ عَطوفٌ في الحرب والخير، وعَطَّافٌ. وظبيةٌ عاطِف، إذا رَبَضت وعطفَتْ عُنقَها. وفلانٌ يَتَعَاطَفُ في مِشيته، إذا تمايَلَ. والإنسان يتعطَّف بثوبه، وهو شبه التوشُّح. والرِّداء نفسُه عِطَافٌ، لأنّه يُعْطَفُ. ثم يتَّسعون في ذلك فيسمُّون السيفَ عِطافاً لأنّه يكونُ موضعَ الرداء. (عطل) العين والطاء واللام أصلٌ صحيحٌ واحدٌ يدلُّ على خلوٍّ وفَراغ. يقول: عُطِّلت الدارُ، ودارٌ معَطَّلة ومتى تُركت الإبلُ بلا راعٍ فقد عُطِّلت، وكذلك البئر إذا لم تُورَدْ ولم يُستَقَ [منها]. قال الله تبارك وتعالى: {وبِئرٍ مُعَطَّلةٍ} [الحج 45]، وقال تعالى:{وَإذا العِشَارُ عُطِّلَتْ} [التكوير 4]. وكل شيءٍ خلا من حافظٍ فقد عُطِّل. من ذلك تعطيلُ الثُّغورِ وما أشبهَهَا. ومن هذا الباب: العَطَل وهو العُطُول، يقال امرأةٌ عاطل، إذا كانت لا حَلْيَ لها، والجمع عواطلُ. قال: يَرُضْن صِعاب الدُّرِّ في كلِّ حِجَّة *** وإنْ لم تكن أعناقُهنَّ عواطلا وقوس عُطُلٌ: لا وَتَر عليها. وخيلٌ أعْطَالٌ: لا قلائد لها. وشذّت عن هذا الأصل كلمةٌ، وهي الناقة العَيْطَل، وهي الطَّويلةُ في حُسن. وربَّما وُصِفَتْ بذلك المرأةُ، قال ذو الرُّمَّة في النّاقة: نَصَبَتْ له ظَهرِي على متن عِرمِسٍ *** رُوَاع الفُؤادِ حُرَّةِ الوجه عَيْطلِ (عطن) العين والطاء والنون أصلٌ صحيحٌ واحدٌ يدلُّ على إقامةٍ وثبات. من ذلك العَطَن والمَعْطِن، وهو مَبْرَك الإبل. ويقال إنّ إعطانها أن تُحبَس عِندَ الماء بعدَ الوِرْد. قال لبيد: عافَتَا الماءَ فلم نُعْطِنْهُما *** إنَّما يُعْطِن من يرجو العَلَل ويقال: كلُّ منْزلٍ يكون مَألَفاً للإبل [فهو عَطَنٌ ]، والمَعْطِن: ذلك الموضع. قال: ولا تكلِّفُني نَفْسِي ولا هَلَعِي *** حِرصاً أُقيم به في مَعْطِن الهُونِ وقال آخرون: لا يكون أعطانُ الإبل إلاّ على الماء، فأمَّا مَبارِكها في البرِّيَّة وعند الحيِّ فهو المأوَى، وهو المُرَاح أيضاً. وهذا البيتُ الذي ذكرناه "في معطِن الهُون"، يدلُّ على أنَّ المَعْطِن يكون حيث تُحبَس الإبل في مباركها أين كانت. وبيتُ لَبيد يدلُّ على القول الآخَر، والأمرُ *قريب. ومن الباب عَطْنُ الجِلد، وهو أن يوضَع في الدِّباغ. (عطو) العين والطاء والحرف المعتلُّ أصلٌ واحد صحيحٌ يدلُّ على أخْذٍ ومُناوَلة، لا يخرج البابُ عنهما. فالعَطْوُ: التَّناوُل باليد. قال امرؤ القيس: وتعْطو برَخْصٍ غيرِ شَثْنٍ كأنّه *** أساريعُ ظبيٍ أو مساويك إسحِلِ
يصف المرأة أنها تُسُوك. والظَّبيُ يعطو، وذلك إذا رَفَعَ يديه متطاوِلاً إلى الشَّجرةِ ليتناوَلَ الورَق. وقال: تَخُلّ بقرنَيْها بَريرَ أراكَةٍ *** وتَعطُو بظِلفيها إذا الغصنُ طالها قال الخليل: ومنه اشتُقَّ الإعطاء. والمعاطاة: المُناولة. ويقال: عاطَى الصبيُّ أهله، إذا عَمِل وناوَلَ ما أرادوا. والعَطاء: اسمٌ لما يُعطَى، وهي العطيّة، والجمع عطايا، وجمع العطايا أعطِيَة. قال: تعاطِيه أحياناً إذا جِيد جَوْدَةً *** رُضاباً كطَعم الزَّنجبيل المعسَّلِ ويقولون: إنّ التعاطي: تناوُل ما ليس لـه بحقٍّ، يقال فلانٌ يتعاطَى ظُلْمَ فلان. وفي كتاب الله تعالى:{فَتَعَاطَى فَعَقَرَ} [القمر 29]. ومِن أمثالِ العرب: "عاطٍ بغَيْرِ أنْوَاط"، أي إنّه يسمو إلى [الأمر] ولا آلةَ لـه عنده، كالذي يتعلَّق ولا متعلَّق له. (عطب) العين والطاء والباء كلمتانِ لا تتقاربان في المعنى. فالأولى: العَطَب، وهو الهلاك، يقال عَطِب، وأعْطَبه غيرهُ. والكلمة الأُخرى: العُطْب، وهو القُطْن. (عطد) العين والطاء والدال ذُكِرت فيه كلمةٌ والقياس لا يسوِّغها، لكنَّهم يقولون: العَطوَّد: السيَّر السَّريع الشاقّ. ويُنشدون: * إليك أشكو عَنَقاً عَطَوَّدَا * (عطر) العين والطاء والراء أصلٌ واحدٌ لعلّه أنْ يكون صحيحاً، وهو العِطْر للأشياء المعالجَة بالطِّيب، وفاعله العَطَّار. وامرأةٌ عَطِرة ومِعطِيرٌ. وقال: * يَتْبَعْنَ جَأباً كَمُدُقِّ المِعْطيرْ * (عطس) العين والطاء والسين كلمةٌ واحدة ثم تستعار، وهي العُطاس، يقال: عَطَس يَعْطُِس. ويقال للأنفِ مَعْطَس، بالكسر والفتح في الطاء ويستعار ذلك فيقال: عَطَسَ الصُّبح، إذا انفَلَق. وقد قالوا إنَّ العُطَاسَ: الصُّبح في قوله: * وقد أغتدي قبل العطاسِ بهَيكلٍ * (عطش) العين والطاء والشين أصلٌ واحد صحيح، وهو العَطَش، يقال له: عَطِش يَعْطَش عَطَشاً. ويقال إنّ المَعاطِشَ: مَواقِيتُ الظَّمأ. قال ذو الرُّمَّة: لا تشتكي سقطةً منها وقد رقصت *** بها المعاطشُ حتى ظَهرُها حَدِبُ
(عظم) العين والظاء والميم أصلٌ واحد صحيح يدلُّ على كِبَر وقُوّة. فالعِظَم: مصدر الشَّيء العظيم. تقول: عَظُمَ يَعْظُم عِظَماً، وعظّمته أنا. فإذا عَظُم في عينيك قلت: أعْظمتُه واستعظمْتُه. ومُعظَم الشّيء: أكثرهُ. وعَظْمةُ الذِّراع: مُستغلَظُها. وهي العظيمة: النازِلةُ المُلمّة الشّديدة. قال: وإلاّ فإنِّي لا إخالُك ناجيا *** إن تنجُ منها تنجُ من ذِي عظيمةٍ ومن الباب العَظْم، معروف، وهو سمِّي بذلك لقوّته وشِدّته. (عظب) العين والظاء والباء. يقولون: عَظَب الطّائر، إذا حَرّكَ زِمِكّاهُ. وهو كلام. والعُنْظَُب: الجراد الضَّخم، النُّون زائدة. (عظل) العين والظاء واللام أصيل صحيح. يقال: تعاظَلَ الكلابُ، إذا تسافَدَت، وهي تَعاظَلُ. وجَرادٌ عَظْلَى من ذلك وفلانٌ لا يُعاظِل في شِعره بين القَوافي، أي لا يحمل بعضها على بعض. وترى أنّ ذلك إمّا أن يكون الذي يسمى الإيطاء؛ أي لا يكرِّر القوافي، أو أن يكون الذي يسمَّى التَّضمين، وهو أن [يكون] تمامُ البيت في البيت الذي بَعده.
قال الخليل:(المُعَلْهَج): الرَّجل اللئيم. وأنشد: فكيف تُسامِيني وأنتَ مُعَلْهَجٌ *** هُذارِمَةٌ جعدُ الأنامل حَنْكَلُ وهذا إن كان صحيحاً فالهاء فيه زائدة، لما قلناه، إنّهم يزيدون في الحروف من الكلمة *تعظيماً للشيء أو تهويلاً وتقبيحاً. وإنَّما هو من العِلج، وقد فسَّرناه. (العَزَاهِيل)، قالوا: هي الإبل المهمَلة، واحدها عُزْهُول. ينشدون: للشَّمَّاخ: [حَتَّى استغاثَ بأحْوَى فوقه حُبُك *** يدعو هديلاً بِهِ العُزْفُ العَزَاهيلُ] وهذا أيضاً إن كان صحيحاً، فالهاء زائدة، كأنّها أُهملت فاعتزلت ومَرَّت حيث شاءت. (العَيْهَرَة): المرأة الفاجرة، والزائدة في ذلك الياء، وإِنّما هو من العَهْر. (العَباهل): جمع العَبْهَل، وهو الإبل التي أُهملت تَرِد كيف شاءت، ومتى شاءت. قال: * عَبَاهِلٍ عَبْهَلها الوُرّادُ * وبه شُبِّهت الملوكُ الذين لا فَوقَ يدِهم يدٌ. هذا ممّا زيدت فيه الباء. والأصْل العَيْهَل والعَيْهَلة: التي لا تستقرّ. وقد فسَّرناه. (العُرَاهم): النَّاعم التارُّ. وقصبٌ (عُرهُومٌ)، وبعيرٌ عُرَاهم: طَويل. وهذا مما زيدت فيه الراء، وإِنَّما هي من العيْهامة والعيهمة، وهي من [النّوق]: الطَّويلة وقد مرّ. (والعُفاهم): الجَلْد القويُّ. وكلُّ قويٍّ عُفاهِم. قال:* من عُنْفُوان جَريِهِ العُفاهِمِ * وهذا مما زيدت فيه الفاء، وهو من العَيهمة أيضاً. (العَبْهرَ): الضَّخم الخَلْقِ وكلُّ عظيم عَبْهر. وامرأةٌ عبهرة. قال الأعشى: عَبْهَرَة الخلق لُبَاخِيّة *** تزِينهُ بالخُلُق الظَّاهرِ وهذا ممَّا زيدت العينُ في أوّله، وأصله من البَهْر، أي إنّها تبهر بخَلْقها. وقد فسرنا البَهْر. (العَلْهَب): التَّيس الطّويلُ القرنين، ويوصف به الثَّور. قال جرير: إذا قَعِسَت ظهورُ بني تميمٍ *** تكشَّف عن عَلاَهِبَةِ الوُعولِ وهذا ممّا زيدت فيه الهاء، وإنَّما من العُلَبِ. والعُلَب: النَخل الطّوال. وقد مرّ. (العَشَنَّق): الطَّويل الجِسم. وهذا مما زيدت فيه الشِّين، وإنّما هو من العَنَق. وليس ببعيدٍ أن يكون العين زائدة أيضاً. فإنْ كان كذا فالكلمة منحوتةٌ من كلمتين، من العَنَق، والشَّنَق. وقد فسَّرناهما. وقد قال الخليل: امرأة عَشَنَّقة: طويلة العُنُق، ونعامةٌ عَشَنَّقة. فهذا يدلُّ على صحَّة ما قلناه. (العَسْلَق): كلُّ سبُع جَرُؤ على الصَّيد، والجمع عَسالِق. وهذه من ثلاث كلمات: من عَسِق به إذا لازمه، ومن علِق، ومن سلقَ. وكلُّ ذلك قد فسِّر. (العُسْقُول): قِطعة السَّراب. وهذا ممّا زيدت فيه اللام. والأصل العَسَق، يقال إنّه الإطاقة بالشَّيء، من اللزوم الذي ذكرناه. (العَسَلَّق): الظليم. ممكنٌ أن يكون من السُّرعة ويكون القاف زائدة، ويكون من العَسَلان؛ ويمكن أن يكون العين زائدة، ويكون من السّلق والتسلُّق. وكلُّ ذلك جيّد. (العُنقود): معروف، وهو من العَقْد، كأنّه شيءٌ عقِد بعضُه ببعض. (العرقوب): عَقَبٌ مُوَتَّرٌ خلْف الكعبين. وعَرقَبت الدّابة: قطعت عُرقوبها. وهذا مما زيدت فيه الراء، وإنّما الأصل العقِب للإنسان وحده، ثم باب ما جاء من كلام العرب على أكثر من ثلاثة أحرف أوّله عين. جعل العُرقوب لـه ولغيره. ويستعار العرقوب فيقال لمنحنىً من الوادي فيه التواء شديدٌ: عرقوب. وقال: ومَخُوفٍ من المناهل وحْشٍ *** ذي عراقيبَ آجِنٍ مِدفانِ قال الخليل: وعراقيب الأمور: عَصاوِيدُها، وذلك إدخال اللَّبس فيها. ويتمثَّل النَّاس فيقولون: "يوم أقصر من عُرقوب القطاة". (العقرب): معروفة، والباء فيه زائدة، وإنَّما هو من العَقر، ثم يستعار فيقال للذي يَقْرُص النّاس: إنَّه لتَدِبُّ عقاربُه. ودابّةٌ مُعقرَب الخَلْق، أي ملزَّز مجتمعٌ شديد. (العفلق): الفَرْج رِخواً واسعاً. وهذا منحوتٌ من عفق والعُفاقة [و] من فلق. (العُقْبول): قالوا: بقيَّة المرض، واللازم زائدة، إنَّما هو مرضٌ يَعقُب المرضَ العظيم. (العَضَنّكة): المرأة اللَّفَّاء العجُز التي ضاق مُلتقَى فخِذَيها لكثرة اللَّحم. وهذا مما زيدت فيه العين، وإنَّما هو من الضنك وهو الضِّيق. وقد مرَّ تفسير الضِّناك. (عركس)، قال الخليل: عركس أصلُ بناء اعرَنْكَسَ، وذلك إذا تراكم الشيءُ بعضه على بعض، يقال اعرنكس. قال العجَّاج في وصف اللّيل: * واعرَنكَسَتْ أهوالُه واعْرَنكَسا * وهذا الذي قاله منحوتٌ من عَكس وعَرَك، وذلك أنّه شيء يترادُّ بعضه على بعض *ويتراجع ويُعارك بعضَه كأنّه يلتفُّ به. (اعْلَنْكَس): الشّعر، إذا اشتدَّ سوادُه، وكثُر. وهذا هو من الأوّل، واللام بدلٌ من الرّاء، وقد فسَّرناه. عَرْكَسْتُ الشَّيء: [جمعت ] بعضَه على بعض، وهذا من عَكَس ورَكَس، وقد فسِّرا. (عَكْمَسَ): الليلُ، إذا أظلم. قال: * والليلُ ليلٌ مظلمٌ عُكامِسُ * وهذا من عَكَس وعَمَس، لأن في عَمَس معنىً من معاني الإخفاء، والظلمة تُخفِي، يقال عَمّس عليه الخَبَر، وقد فسِّر. (العِلْكَدّ): الشديد. وهذا من عَكَدَ، ومن العِلْوَدّ، وهو الشديد، ومن اللَّكد، وهو تداخل الشّيء بعضِه في بعض. قال: * أعْيَسَ مَضْبُورَ القَرَا عِلْكَدَّا * (العُكْبُرة): من النِّساء: الجافية العِلْجة. قال الخليل: هي العَكْباء في خَلْقها. قال: عَكْباء عُكبُرَةٌ في بطنها ثَجَلٌ *** وفي المفاصل من أوصالها فَدَعُ وهذا الأمر ظاهرٌ أنَّ الراء فيه زائدة. والأصل العَكَب والعِكَبّ، وقد مضى ذِكره. (العَكَرْكَرُ): اللَّبن الغليظ. وهذا أيضاً مما كُرِّرت حروفه. والأصل العَكَر. (العُلْكُوم): النَّاقة الجسيمة السَّمينة. قال لَبيد: *تُروِي الحدائقَ بازلٌ عُلكومُ * وهذا من عَكَم، واللام زائدة، كأنَّها عُكِمت باللَّحم عَكْماً. (العِفْضاج): السَّمين الرِّخْو. وهذا مما زيدت فيه الضّاد، وهو من العين والفاء والجيم، كأنّه ممتلئ الأعفاج، وهي الأمعاء. (العُجَلِد): اللبن الخاثر. وهذا مما زيدت فيه العين، كأنّه شُبّه بالجلد في كثافته. (والعْجَلِط): مثله، والطاء بدل الدال. (العَشَنَّط): الطَّويل من الرِّجال، والجمع عَشَنَّطون وعَشَانِط. وهذا مما زيدت فيه الشِّين، وإنَّما هو من عَنَط، وهو بناء عَنَطنَط. و(العَنْشَطُ) مثل هذا. قال: أتَاكَ من الفِتيان أروعُ ماجدٌ *** صبورٌ على ما نابه غير عَنْشط (العَشَوْزَن): الملتوِي العَسِرُ الخُلُق من كلِّ شيء. وقال: إذا عضَّ الثِّقاف بها اشمأزَّتْ *** ووُلِّيتُم عَشَوْزَنَةً زَبُونا وهذا منحوت من عَشَزَ وشَزَنَ. العَشَزانُ: مشْي الأقزل. والشَّزَن: المكان الصُّلب. (العَشَنْزَر): الشديد. وهذا مما زيدت فيه العين والنون، وأصله من الشّزْر، وقد مرَّ. قال: * ضَرْباً وطَعناً باقِراً عَشَنْزَرا * (العَيْسَجُور): النّاقة السريعة. وهذا مما زيدت فيه الراء والياء، وإنّما هو من عَسَجَتْ في سيرها. وقد مضى ذكر العاسج. (العَجَنَّس): الجمل الضَّخم، والنون فيه زائدة. وهو مما ذكرناه في باب العجس والعَجَاساء. قال: يَتْبَعْنَ ذا هَدَاهِدٍِ عَجَنَّسا *** إذَا الغُرابانِ به تمرَّسا (العَِجْلِزَة): الفرس الشَّديد الخَلْق. وقد نصَّ الخليلُ في ذلك على شيءٍ فقال: اشتقاق هذا النعت من جَلْز الخَلْق. وهو يصحِّح ما نذكره في هذا وشِبهه. فقد أَعْلَمك أنّ العين فيه زائدة. وقال: * وعَِجْلَِزَة يَزِلّ اللِّبد فيها * (العَجْرَد): العُرْيان. وهذا أيضاً مما زيدت فيه العين، وإنما هو من جَرد وتجرّد من ثيابه. ومنه (العنْجَرِدُ)، وهي المرأة السَّلِيطة الجريئة، والعين في ذلك زائدة، وإنما هو من تجرُّدِها للخصُومة وقِلة حيائها. قال: عَنْجَرِد تحْلف حين أحْلِفْ *** شيطانة مثل الحمارِ الأعْرف (العَجَنْجَر): الغليظ، يقال زُبْد عَجَنْجَر. وهذا مما زيدت حروفه للمعنى الذي ذكرناه. وهو من تَعَجَّر، إذا تَعَقّد. قال: مَخَضْتُ وَطْبِي فَرَغا وَجَرْجَرَا *** أخرج منه زَبَداً عَجَنْجَرَا (العَثْجَل): الواسعُ الضَّخمُ من الأسقية والأوعية. قال: * يسقي به ذاتَ فُرُوغٍ عَثْجَلا * وهذا ممّا زيدت فيه العين، وإنما هو من الثَّجْلة. والأثْجَل: البطن الواسع. (العَجْرَفِيَّة): جِفوةٌ في الكلام وخرق في العمل، وهذا منحوتٌ من شيئين: من جَرَفَ وعَجَر، كأنّه يَجرُف الكلامَ جَرْفاً في تعقّد. والعَجَر، التَّعَقُّد. يستعار هذا فيقال لحوادث الدَّهر: عجاريف. قال قيس: لم تَنْسِني أُمَّ عمارٍ نوّىً قَذَفٌ *** ولا عَجَارِيفُ دهرٍ لا تُعَرِّيني أي لا تُخَلِّيني، وذلك أنَّها تجيء جارفة* في شدة. (العُجْرَُم): الغليظ، والميم فيه زائدة. الأصل الأعْجَر. (العُلْجُوم): الظُّلْمةُ المتراكِمة. قال ذو الرمَّة: أو مُزنَةٌ فارِقٌ يَجلو غَوارِبَها *** تَبَوُّجُ البَرْقِ والظلَّماءُ علجومُ وهذا مما زيدت فيه الميم، وإنما هو من اعتلاج الظُّلَمِ بعضها ببعض. (العُطبُول): الوطيئة من النِّساء الممتلئة. قال: فسِرْنا وخلَّفنَا هُبيرةَ بعدنا *** وقُدّامَهُ البيضُ الحِسَانُ العطابلُ وهذا ممّا زيدت فيه الطاء، وإنما هو من عَبَالة الجِسم. وممكن أن يكون منحوتاً من عَطَل، فالعُطُل: الجِسم المجرَّد، كأنّه يقول: عُطُلُها عَبْلٌ. وهذا أجود. (العَمَرَّس): الشَّرِس الخُلُق القويّ. وهذا ما زيدت فيه العين، وإنما هو من الشيء المرِس، وهو الشَّديد الفتل. (العَتْرَسَة): الغلَبة [و] الأخذُ مِن فَوق. وجاء رجلٌ بغريم له إلى عمر فقال عمر: "أتُعَتْرِسُه"، أي تغضبه وتَقْهَرُه. و(العِتْرِيس) من الغيلان: الذكر. ومنه (العَنْتَريس) النّاقة الوثيقة، وقد يوصَف به الفَرَس. وقال: كلّ طِرْفٍ موثّقٍ عنتريسٍ *** مستطيل الأقرابِ والبُلعومِ العنتريس: الدَّاهية. وهذا كلُّه مما زيدت فيه التاء، وإنما هو من عَرِس بالشّيء، إذا لازمَه. والنون أيضاً زائدة في العنتريس. (العَنْتَر): الشُّجاع. وهذا مما زيدت فيه النون، والأصل العتر، من عَتَرَ الرُّمح. وسمِّي الشُّجاع بذلك لسُرعته إلى اللِّقاء وكثرة حركاته فيه. (العَنْبَس): من أسماء الأسد. قال الخليل: إذا نعتَّه قلت عَنْبَسٌ وعُنابِس، وإذا خَصَصته باسمٍ قلت عَنْبَسةُ، لم تذكر الأسد. وهذا مما زِيدت فيه النُّون، وهو فَنْعَل من العُبُوس. (العَمَلَّس): الذِّئب الخبيث. يقال عَمَلَّسُ دَلَجَات. قال الطِّرِمَّاح: يُوَدِّع في الأمراس كلَّ عَمَلَّسٍ *** من المُطعمات الصيد ذات الشواحِنِ وهذا مما زيدت فيه اللام. وممكن أن يكون من كلمتين: من عمل، وعمس. تقول: هو عَمُولٌ عَمُوس: يركب رأسَه ويمضي فيما يعمله. (عِرْمِس): اسمٌ للصَّخرةِ، وبه سمِّيَت النّاقة الصُّلْبة. قال: * وجْناء مُجْمَرة المناسم عِرْمِس * وهذا مما زيدت فيه الميم، والأصل عرس، وقد شبِّهَت بعَرْس البناء. (العَنْسَلُ): النَّاقة السَّريعة الوثيقة الخَلْق. وهذا من كلمتين: من عَنَس ونَسَل، فعَنَس من قُوَّةِ خَلْقها، سمِّيت بالعَنْس، وهي الصَّخْرة. ونَسَل في السُّرعة والذَّهاب. (عِرْبِسٌ) و(عَرْبَسِيسٌ): متنٌ مستوٍ من الأرض. قال العجّاج: * وعرْبِس منها بسيرٍ وَهْسِ * وقال الطّرِمّاح: تُوَاكِلُ عَرْبَسِيسَ الأرض مَرْتاً *** كظَهْرِ السَّيْح مُطَّرِدَ المتُونِ وهذا مما زيدت فيه الباء، وإنما هو من المُعَرَّس، أي إنّه مستوٍ سهلٌ للتعريس فيه. (العُبْسُورة) و(العُبْسُرة): النَّاقة السريعة. قال: لقد أُرانِيَ والأيام تعجبُني *** والمفْقِرات بها الْخُور العَبَاسِيرُ والسين في ذلك زائدة، وإنما هو من ناقة عُبْر أسفار. وقد مرَّ تفسيره. يوم(عَمَرَّسٌ): شديدٌ ذو شَرٍّ، قال الأرَيقِط: * عَمَرَّس يَكْلَحُ عن أنيابِهْ * وهذا منحوتٌ من يومٌ عَمَاسٌ: شديد. ومن المرس: الشيء الشديد الفتْل، وقد فُسّرا. (عُمْروس): الحَمَلُ إذا بلغ النَّزْو. وهذا مما زيدت فيه الميم، وهو من عرِس بالشَّيء: لازَمَه وأُولع به. وممكن أن تكون منحوتةً من عَرِس ومَرِس، لأنّه يتمرَّس بالإناث ويَعْرَسُ بها. (اعْرَنْزَمَتْ) الأرنبةُ واللِّهْزِمة، إذا ضخُمت واشتدَّت. قال: لقد أُوقِدَت نارُ الشّرَورَى بأرؤسٍ *** عِظام اللِّحَى مُعْرَنْزِمَاتِ اللَّهازِمِ وهذا منحوت من عرَزَ، ورَزَم. أمَّا رَزَم فاجتمَعَ، ومنه سمِّيت رِزْمَةُ الثياب، قد ذكرناها. وأمَّا عَرَزَ فمن عَرَزَ، إذا تقبَّض وتجمَّع. (العَمَلَّطُ): الشَّدِيد من الرِّجال وكذلك من الإبل. وقال: * أمَا رأيتَ الرَّجلَ العَمَلَّطَا * وهذا مما زيدت فيه العين، وإنما هو من المِلْط وقد ذُكِر في بابه. (العِرْزَال): ما يجمعه الأسدُ في مأواه من شيءٍ* يمهِّدُ لأشباله، كالعُشّ. وعِرْزَال الصَّياد: أهدامُه وخِرقُها التي يمْتَهِدُها ويضطجع عليها في القُتْرَة. قال: * ما إنْ يَنِي يَفْتَرِشُ العَرازِلا * ويقال العِرزَال: ما يُجْمَعُ من القَدِيد في قُتْرَته. وهذا منحوت من كلمتين: من عَزَلَ وعرَزَ، يعزِله ويَعْرِزه أي يجمعه، كما قلت أعْرَزَ، إذ تقبَّضَ وتَجمَّع. (العُصْفُر): نبات. وهذا إن كان معرَّباً فلا قياسَ لـه، وإنْ كان عربياً فمنحوتٌ من عَصَر وصَفر، يراد به عُصارته وصُفْرته. (العُصْفور): طائرٌ ذكر، العين فيه زائدة، وإنّما [هو] من الصَّفير الذي يَصْفره في صَوته. وما كان بعدَ هذا فكلُّه استعارةٌ وتشبيه. فالعُصْفور: الشمراخُ السّائل من غُرَّة الفرس. والعُصْفُور: قِطعةٌ من الدِّماغ. قال: * عن أُمِّ فَرْخ الرَّأس أو عُصفورِه * والعُصفور في الهَوْدج: خشبةٌ تجمع أطراف خشباتٍ فيه، والجمع عصافير. قال الطِّرِمَّاح: * كلَّ مَشكوكٍ عصافيرُهُ * (العِرْصاف): العَقَب المستطيل. والعَراصيف: أوتادٌ تَجْمع رؤوسَ أحناءِ الرّحْل. وهذا ممّا زيدت فيه العين، وإنَّما هو من رَصَفْتُ، ومن الرِّصاف، وهو العَقَب، وقد مرَّ. (العَرْصَم): الرّجُل القويُّ الشَّديد البَضْعة. وهذا من العَرَص، وهو النَّشاط. ويقال العِرْصَمّ. وقياسه واحد. (العُنْصر): أصل الحَسَب، وهذا ممّا زيدت فيه النون، وهو في الأصل العَصَر، وهو الملجأ، وقد فسَّرناه، لأنَّ كلا يئل في الانتساب إلى أصله الذي هو منه. (العِنْفِص): المرأة القليلة، ويقال هي الخَبِيثة الدَّاعرة. قال الأعشى: ليستْ بسوداءَ ولا عِنْفِصٍ *** تُسَارِق الطَرْفَ إلى داعِرِ وهذا القول الثَّاني أقْيَس، وهو من عَفَصْتُ الشَّيءَ، إذا لوَيْتَه، كأنَّها عوجاء الخُلُق وتميل إلى ذَوِي الدَّعارة. (العَصْلَبيُّ): الشَّديد الباقي. قال: * قد ضّمَّها اللَّيلُ بعَصْلَبيِّ * وهو منحوتٌ من ثلاث كلمات: من عَصَب، ومن صَلَب، ومن عَصَل وكلُّ ذلك من قوّة الشيء، وقد مرَّ تفسيرُه. وقد أومأ الخليل إلى بعضِ ما قلْناه. فقال: عَصْلبتُه: شِدَّة عَصَبِه. (العَمَيْثل): الضَّخْم الثَّقيل. والعَميثل: كل شيءٍ فيه إبطاء. وامرأة عَمَيثَلَة: ضخمةٌ ثقيلة. قال أبو النَّجْم: * ليس بمُلْتاثٍ ولا عَمَيْثلِ * وهذا ممّا زيدت فيه الميم. والأصل عَثَل. والعثْوَلّ: البطيء الثَّقيل. وقد مرّ. (العَرَنْدَد): الصُّلْب من كلِّ شيء. قال: * تَدارَكْتُها رَكْضاً بسيرٍ عَرَنْددِ * وهذا ممّا زيدت فيه النُّون، وضُوعفت الدّالُ لزيادة المعنى. والأصل العُرُدُّ، وهو القويُّ، وقد مرَّ. (العُنَابِل): الوتَر الغَليظ. قال: * والقوسُ فيها وَتَرٌ عُنابِلُ * وهذا منحوتٌ من عَنَبَ وعَبَل، وكلاهما يدلُّ على امتدادٍ وشدّة. (اليَعْفُور): الخِشْف. قال الخليل: سمِّي بذلك لكثرة لُزوقِه بالأرض. قال: تَقْطَعُ القومَ إلى أرحُلِنا *** آخِرَ اللَّيل بيَعفورٍ خَدِرْ وهذا مما زيدت الياء في أوّله، وإنّما هو من العَفَر، وهو وجْهُ الأرض والتراب. (العَمَرَّط): الجَسُور الشَّديد. [و] يقال (عَمَرَّد) ، وهذا من العُرُدّ، وهو الشَّديد، والميمُ زائدة، والطاء بدلٌ من الدال. (العَقَنْباة): الدَّاهية من العِقْبان، والجمع عَقَنْبَيَات. وهذا ممّا زيدت فيه الزوائد تهويلاً وتفخيماً. وهو أيضاً مما يوضِّح ذلك الطَّريق الذي سَلكناه في هذه المُقايَسات، لأنَّ أحداً لا يشكُّ في أنَّ عَقَنْبَاة إنَّما أصلها عُقَاب، لكن زيد فيه لِما ذكرناه. فافهَمْ ذلك. (عَنْقَفير): الدَّاهية. وهذا مما هُوِّل أيضاً بالزِّيادة. يقولون للدَّاهية عَنْقاء، ثمَّ يزيدون هذه الزِّياداتِ كما قد كرَّرنا القول فيه غيرَ مرّة. (عَلْطَمِيسٌ): جاريةٌ تارَّة حسَنَة القَوَام. وناقةٌ عَلطَميس: شديدةٌ ضَخْمة. والأصل في هذا عَيْطَمُوسٌ واللام بدل من الياء، والياء بدل من* الواو. وكلُّ ما زاد على العَين والطّاء في هذا فهو زائد، وأصله العَيْطاء: الطَّويلة، والطَّويلة العُنق. (عَرَنْدَسٌ): شديد. كلُّ ما زاد فيه على العين والراء والدال فهو زائد، وأصلُه عُرُدّ، وهو الشَّديد، وقد ذكرناه. (عَرَمْرَمٌ): الجيشُ الكثير. وهذا واضحٌ لمن تأمَّلَه فَعَلِمَ أنَّ ما زاد فيه على العين والراء والميم فهو زائد. وإنّما زِيد فيه ما ذكرناه تفخيماً، وإلاَّ فالأصل فيه العُرَامُ والعَرِم. (عَنْجَرِدٌ): المرأة الجريئة السَّليطة. وهذا معناه أنّها تتجرد للشَّرّ. العين والنون زائدة. (تم كتاب العين).
|